
جاء الافتتاح الاسطورى للمتحف المصرى الكبير ، ليعكس النهضة والحضارة التاريخ والحاضر ، وليبعث برسالة للعالم اجمع عن عظمة مصر وتاريخها وريادتها ، لتتاكد مقولة ان مصر جاءت ومن بعدها جاء وكتب التاريخ ، يحق لنا كمصريين ان نشعر بالفخر لهذا الحدث العظيم التى تلتفت إليه انظار العالم ، وليعكس السلام والامان والنهضة التى تشهدها الدولة المصرية بدليل حضور رؤساء الدول من كل انحاء العالم لمشاركة مصر هذا الحدث العظيم .
ولقد حرصت البنوك والمؤسسات المختلفة للمشاركة فى هذا الحدث الاسطورى ، وذلك ليس فقط لقيمته الحضارية والثقافية والتاريخية ، وانما ايضا لدوره فى تعظيم العوائد الاقتصادية على خلفية الرواج السياحى المرتقب والذى سيتحقق بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير حيث يجد اهتماماً كبيرا من السائحين الاجانب حول العالم وخاصة الراغبين فى السياحة الثقافية وعلماء الاثار والتاريخ ، وهو الامر الذى سيحقق رواجاً سياحياً لمنطقة الاهرامات والمتحف المصرى الكبير وهو ما سيترجم لعوائد اقتصادية وتدفقات من النقد الاجنبى للبلاد.
ويمثل المتحف صرحًا ثقافيًا فريدًا من نوعه عالميًا، ووفقاً لتصريحات وزير السياحة والاثار شريف فتحي أن الزائر سينبهر منذ لحظة دخوله وخاصة عند مشاهدة متحف مراكب الشمس ومعامل الترميم المتطورة التي تضم أحدث التقنيات العالمية.
ومما لاشك فيه ان هذا الإنجاز الضخم لم يكن ليرى النور لولا الدعم المستمر من القيادة السياسية حيث تم توفير كافة الإمكانيات اللازمة لتحويل الحلم إلى واقع ملموس ، ووفقاً لتصريحات وزير السياحة فإن العائد السياحي من افتتاح المتحف سيكون استثنائيًا، حيث شهدت مصر شهدت زيادة بمليون زائر أجنبي حتى شهر سبتمبر الماضي رغم تراجع السياحة الثقافية عالميًا، وذلك بفضل المقومات الأثرية الفريدة التي تتفرد بها البلاد.
ولقد حصلت مصر مؤخرًا على جائزة أفضل مقصد سياحي ثقافي عالمي، و من المتوقع أن يؤدي افتتاح المتحف المصري الكبير إلى مضاعفة أعداد زوار السياحة الثقافية ثلاثة أضعاف، مما سيعزز مكانة مصر كوجهة ثقافية رائدة على الخريطة السياحية العالمية.
ويتمثل البعد الاقتصادى المتوقع والذى قدره الخبراء الاقتصاديين بعوائد تصل لنحو 5 مليار جنيه سنوياً ، فى ظل اسعار التذاكر المعلنة والبالغة 200 جنيه للمصريين ، 1200 جنيه للاجانب ، وذلك بالإضافة لحجم الانفاق السياحى من الاجانب بالمطاعم والمزارات السياحية المختلفة ، خاصة انه من المتوقع ان يساهم المتحف فى مضاعفة الزوار ثلاثة اضعاف .
يعد افتتاح المتحف المصرى الكبير بشكل عام حدث يؤكد ريادة مصر الحضارية، ويعيد رسم خريطة السياحة العالمية، ويمثل نقطة تحول حضارية وثقافية عالمية، ويعكس قدرة الدولة المصرية على تقديم نموذج متكامل للتميز فى الإدارة والتنظيم والرؤية المستقبلية، وذلك لأن المتحف المصرى الكبير ليس مجرد صرح أثرى أو متحف تقليدى، بل هو مشروع وطنى عالمى، يجسد رؤية مصر الجديدة فى توظيف تاريخها العريق، لخدمة حاضرها ومستقبلها، ويبرز الهوية المصرية كقوة حضارية مؤثرة على الساحة الدولية.
كما انه يُعد واجهة حضارية مشرفة لمصر أمام العالم، بعد أن أظهر الاستعداد والتنظيم المبكر قدرة المصريين على تحقيق إنجازات تضاهى أرقى المعايير العالمية، مما جعل أنظار العالم تتجه إلى مصر باعتبارها منارة للثقافة والتاريخ والتميز السياحى ، وهو الامر الذى يعزز تدفق السياحة الوافدة ، والاستثمارات ويساهم فى تحقيق التنمية السياحية والاقتصادية .
[email protected]



