خبير اقتصاد رقمي: كازاخستان تدخل سباق العملات المستقرة بعملة وطنية بالشراكة مع Solana وMastercard

قال الدكتور عبد الرحمن طه خبير الاقتصاد الرقمي إن إعلان البنك الوطني الكازاخستاني عن إطلاق مشروع تجريبي لعملة مستقرة جديدة مرتبطة بالعملة المحلية “التينغ” يمثل خطوة استراتيجية في مسار التحول الرقمي للبلاد، ويعكس سعي كازاخستان لتثبيت مكانتها ضمن خريطة الابتكار المالي العالمي.
وأشار طه إلى أن العملة الجديدة، التي تحمل اسم Evo KZTE، ستُطرح عبر بورصة Intexb بالتعاون مع البنك الأوراسي، على أن يتم تشغيلها فوق شبكة بلوكشين Solana وبآليات دفع وربط مع Mastercard، بما يضمن دمجها في البنية التحتية العالمية للمدفوعات الإلكترونية.
وأكد طه أن الهدف من هذا المشروع يتجاوز مجرد إصدار عملة رقمية، إذ يسعى إلى بناء نظام بيئي متكامل للعملات المستقرة يربط بين العملات التقليدية والرقمية، ويُسهل عمليات الدفع، ويوسع قنوات التبادل، فضلاً عن دعم المعاملات عبر بطاقات التشفير.
وألمح طه إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق رؤية الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، الذي شدد مؤخراً على ضرورة تعزيز مكانة الأصول الرقمية في الاقتصاد الوطني، حتى وصل إلى اقتراح إنشاء صندوق حكومي للأصول المستقرة بهدف تجميع الاحتياطي الاستراتيجي من هذه الأدوات الواعدة.
وأضاف طه أن دخول كازاخستان هذا المجال بالشراكة مع منصات عالمية مثل Solana وMastercard يمنحها أفضلية تنافسية في منطقة آسيا الوسطى، مشيراً إلى أن قيمة المدفوعات الرقمية العالمية تجاوزت 9.5 تريليون دولار في 2023، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 15 تريليون دولار بحلول 2027، وهو ما يعزز أهمية هذا التحرك في ربط كازاخستان بالاقتصاد الرقمي الدولي.
وأوضح طه أن لهذه التجربة أبعاداً استراتيجية على مستوى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، حيث إن اعتماد عملة مستقرة محلية مدعومة تقنياً يمكن أن يُستخدم كأداة لتقليل الاعتماد على الدولار في التجارة البينية بين الدول الأعضاء (روسيا، بيلاروسيا، أرمينيا، قيرغيزستان). مشدداً على أن هذه الخطوة قد تعزز من قدرة الاتحاد على بناء منظومة مالية إقليمية أكثر استقلالية وتُمكّنه من مواجهة الضغوط الاقتصادية والعقوبات الغربية بفاعلية أكبر.
واختتم طه تصريحه بالتأكيد على أن عملة Evo ليست مجرد تجربة محلية، بل خطوة في سباق عالمي تقوده كبرى الاقتصادات لتوظيف العملات المستقرة كأداة استراتيجية لمواجهة التضخم، تقليل الاعتماد على الدولار، ودعم أنظمة مالية أكثر مرونة واستدامة.