الشيخ محمد شعبان الجندى : رمضان شهر الانتصارات
قال الشيخ محمد شعبان الجندى امام وخطيب بوزاة الاوقاف ” الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين وبعد فإن شهر رمضان شهر الانتصارات بداية من انتصار الإنسان على نفسه إلى الانتصار على عدوه فإنتصار الإنسان عن نفسه الأمارة بالسوء باب عظيم من أبواب الجهاد فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: ” رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر” وهو شهر الانتصارات والفتوحات على الأعداء فما من غزوة من الغزوات ولا معركة من المعارك التي خاضها المسلمون في هذا الشهر العظيم إلا وقد من الله تعالى عليهم فيها بالنصر والغلبة والتمكين، فقد كانت حياة النبي – صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في شهر رمضان عبادة وعمل وكفاح واجتهاد ولم تكن نومًا ولا كسلًا ولا خمولًا ومن أهم الغزوات والمعارك التي حصلت في رمضان.”
غزوة بدر
غزوة بدر الكبرى وهى أول معركة فاصلة بين الحق والباطل، حيث أكرم الله تعالى المؤمنين بنصر من عنده على قلة عددهم وعدتهم وقد صور الله تعالى ذلك في القرآن فقال تعالى: ” وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ …..” وفى هذه الغزوة خرج جيش المشركين إلى المدينة متجبرًا مختالًا يريد غزوة المسلمين في عقر دارهم، واستئصال شأفتهم، ولقد صور لنا القرآن الكريم هذا المشهد في قوله تعالى: ” وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ” ثم جاء الخبر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن المشركين يعدون العدة لغزوة المدينة وكان أهل المدينة قد بايعوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على حمايته داخل المدينة فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد أن جمع المهاجرين والانصار أشيروا على أيها الناس فتكلم جماعة من المهاجرين فأحسنوا وتكلم جماعة من الأنصار فأحسنوا فكان النصر من الله تعالى لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام وذلك بفضل إيمانهم وتوكلهم على الله تعالى.
فتح مكة
فتح مكة وكان ذلك في السنة الثامنة من الهجرة، وسببه غدر قريش وحلفائها من بني بكر بحلفاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من بني خزاعة حيث هجموا عليهم ليلًا وقتلوهم ركعًا وسجدًا، فنهض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والمسلمون لنجدتهم وفي هذا الفتح ضرب النبي – صلى الله عليه وسلم- أروع المثل في مكارم الأخلاق وخاصة العفو والصفح والسماحة حيث جمع المشركين فقال لهم ما تظنون أني فاعل بكم قالوا خيرًا أخي كريم وابن أخي كريم فقال لهم أذهبوا فأنتم الطلقاء، ولما سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- سعد بن أبي وقاص يقول: اليوم يوم الملحمة فقال لا بل اليوم يوم المرحمة.
عين جالوت
معركة عين جالوت في الخامس والعشرون من رمضان سنة ستمائة ثمان وخمسين هجرية فقد استطاع الجيش المصري بقيادة السلطان سيف الدين قطز أن يوقف زحف التتار في معركة عين جالوت بعد ما اجتاحت جيوش التتار معظم دول العالم الإسلامي في مطلع القرن السابع الهجري.
العاشر من رمضان
حرب العاشر من رمضان سنة 1397م/ السادس من أكتوبر سنة 1973م وكانت حرب العزة والكرامة حيث وفق الله تعالى قواتنا المسلحة الباسلة في تحطيم اسطورة الجيش الذي كان يزعم أنه لا يقهر وكان شعار الجندي المقاتل: الله أكبر مع الصيام والقيام والقرآن والدعاء الصادق فكان النصر المبين لهم.
ولعلى من أهم الأسباب في انتصار المسلمين في رمضان الإيمان الصادق بالله تعالى مع تقوى الله تعالى والصبر والثبات وتحمل المشاق.