عبد العزيز الصعيدى يكتب .. قانون سرية الحسابات بين الأزواج

في عام ٢٠٠٨ اقتحمت مكتبي بالبنك سيدة في الثلاثينيات من عمرها وسط ملاحقة الزملاء من الموظفين و في يدها ظرف قذفته على المكتب وبصوت عالي قالت هل هذا يخصكم……..
طلبت منها الجلوس والهدوء كما طلبت من الزملاء الانصراف..وبعد ان هدأت طلبت منها ان تشرح لي الموضوع وما هي علاقتها بالظرف الذ ي رمته على مكتبي ويحتوي على كشف حساب لاحد عملاء البنك …
فقالت لي انها وجدته بالصدفة في صندوق بريد المنزل والذي لم تفتحه منذ اكثر من عامين وانه يخص زوجها المهندس صاحب شركة مقاولات والذي توفي منذ ٣ سنوات..و سلمتني شهادة الوفاة وأعلام الوراثة..وقالت ان زوجها لم يترك غير معاش حكومي ضعيف وأنها لا تعلم شيئا عن حساباته بالبنوك إطلاقا حيث لم يسبق ان حدثها زوجها عن ذلك كما انها لم تفهم شيء من خطاب البنك سوي ان زوجها له حساب بهذا البنك ..وعندما طلبت مركز حديث لزوجها كانت المفاجأة انه يحتفظ طرف البنك بشهادات ادخار بمبلغ يفوق ال ٥مليون جنيه بالاضافة الي حساب جاري دائن يه مبلغ ٢ مليون جنيه حيث كانت تضاف اليه فوائد الشهادات..كما انه ولي طبيعي على حسابات أولاده الثلاثة القصر ولكل منهم شهادات بمبلغ ٢ مليون جنيه بخلاف الارصدة الدائنة لهم وذلك كنوع من تأمين مستقبلهم في العادة .. وعندما أخبرتها بذلك بكت بشدة وقالت انه لاتعلم شيئا عن ذلك وأنها بسبب ضيق العيش اضطرت إلى نقل الاولاد من مدارسهم الخاصة الى مدارس حكومية بعيدة عن المنزل وقامت ببيع شقة الزوجية واستأجرت شقة اخرى حتى تستطيع ان تواجه مصاريف المعيشة لضعف المعاش ا الحكومي على الرغم من هذه ألأموال التي تركها زوجها ولاتعلم عنها شيئا ..
المهم انني تذكرت هذه القصة في الايام الاخيرة حيث صادفت نفس الحالة تقريبا عدة مرات بظروف مختلفة و بالتأكيد فان هذه الحالة تحدث يوميا وربما لا يتنبه لها الكثيرون وتمر مرور الكرام حيث لا يهتم الزوج او الزوجة بأخطار الاخر بحساباته بالبنوك او على الاقل اسم البنك الذي يتعامل معه..
وكأنهما يطبقان قانون سرية الحسابات كل منهما على الاخر..في حين ان هذا القانون يخص البنوك التي يتعين عليها الحفاظ على سرية البيانات الخاصة بالعملاء
وما ينطبق على سرية حسابات البنوك بين الأزواج من المؤكد أنه ينطبق أيضا على سرية شراء العقارات او حجز وحدات عقارية او أسهم بالبورصة….بالطبع وفي الغالب كل ذلك بحسن نية ولا يقصد كل منهم إخفاء ما يملك عن الاخر و لكنه نوع من عدم الاكتراث
لذلك وجدت انه من الضرورة ان انبه الجميع الى اهمية هذا الموضوع..
علما بان البنك المركزي يتيح خدمة الاستعلام عن حسابات المتوفين، بطلب مقدم من أحد الورثة أو وكيل بموجب توكيل يتضمن صراحة الكشف عن حسابات المتوفي لدى البنوك و هو ما انصح به دائماً حتى لا تتكرر قصة هذه السيدة الغاضبة مرة أخرى
عبدالعزيز الصعيدي
الخبير المصرفي