خبير اقتصادي: بوتسوانا تظهر علامات التعافي رغم التحديات وتتخذ سياسات نقدية حكيمة لدعم النمو

قال الدكتور عبدالرحمن طه خبير الاقتصاد الرقمي أن الوضع الاقتصادي في بوتسوانا يشهد تحسناً تدريجياً واضحاً، مع اتخاذ البنك المركزي لسياسات نقدية متوازنة تهدف إلى دعم التعافي الاقتصادي في المرحلة المقبلة.
وأشار طه إلى أن تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% في الربع الأول من 2025 يُظهر تحسناً كبيراً مقارنة بالانكماش الحاد بنسبة 2% في الربع السابق، مما يدل على أن الاقتصاد يقترب من نقطة التحول الإيجابية، خاصة مع التعافي الواضح في قطاع التصنيع الذي نما بنسبة 0.2% بعد انكماش 6.5%، واستمرار النمو الإيجابي في القطاعات الخدمية مثل التمويل والتأمين بنسبة 3.9% والعقارات بنسبة 3.3%.
وأوضح طه أن قرار البنك المركزي بالإبقاء على سعر الفائدة عند 1.90% للمرة الخامسة على التوالي يعكس حكمة السياسة النقدية، خاصة مع انخفاض معدل التضخم إلى 1.9% في مايو، وهو أدنى مستوى في خمسة أشهر، مقارنة بـ 2.3% في أبريل، مما يوفر بيئة مثالية لتحفيز الاستثمار والنمو الاقتصادي دون ضغوط تضخمية.
ومن جهة ثانية، لفت طه إلى أن التحديات في قطاعي التعدين بانكماش 7.7% وتجارة الماس بانكماش 36.2% تعكس تأثر الاقتصاد بالتقلبات العالمية في أسعار السلع الأساسية، لكن هذا التراجع أقل حدة من الفترات السابقة، بينما يُظهر نمو قطاع الإدارة العامة بنسبة 4.2% التزام الحكومة بدعم الاقتصاد من خلال الاستثمار العام.
وفي النهاية يؤكد طه أن هذه المؤشرات – بتحسن معدل الانكماش من 2% إلى 0.2% وانخفاض التضخم إلى 1.9% والحفاظ على سعر فائدة منخفض عند 1.90% – تشير إلى أن بوتسوانا تسير في الاتجاه الصحيح نحو التعافي الاقتصادي، وأن السياسات الاقتصادية المتبعة تضع الأسس القوية لعودة النمو الإيجابي في الأرباع المقبلة، خاصة مع استقرار القطاعات الخدمية وبوادر التعافي في التصنيع.