الشيخ/عادل عبد الله غباشي : ما الذي يُريده منا شهر رمضان؟

ما الذي يُريده منا شهر رمضان؟
سؤالٌ لا بد على كُل إنسان عاقل أن يسألَهُ لنفسه، إذا أراد أن يفوز بشهر رمضان، إذا أراد أن يتقبلَ اللهُ منه الصيام والقيام والقرآن، إذا أراد أن يُغفرَ له ما تقدم من ذنبه، إذا أراد أن يكونَ من عتقاء الله من النار…
فتعالوا بنا نجيب على السؤال:
الذي يريده منا شهرُ رمضان، أن نصل فيه إلى كمال العبودية لله التي تستغرقُ الليل والنهار، من صيام وقيام وقرآن وذكر ودعاء واستغفار وتوبة وصدقة وأعمال الخير.
أن تكون إنسانا ملائكيا ممن لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
ممن يسبحون الليل والنهار لا يفترون.
فشهر رمضان يريد منك أن تكون إنسانا ملائكيا.
يريد منك أن تتنقل فيه من عبادة الجوارح إلى عبادة القلب، ومن عبادة البدن إلى عبادة الروح، ومن عبادة الظاهر إلى عبادة الباطن، بمعنى:”أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ”، هذا هو المعنى الذي يريده منا رمضان.
وهذا هو المعنى الذي لا بد أن نصل إليه في شهر رمضان، ” أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ “، وهذه كانت وصية النبي لأصحابه.
فعلينا أن نرسخ هذه العقيدةَ في قلوبنا، وفي قلوب أبنائنا، حتى إذا انتهى رمضان استطعنا أن نراقب الله في كل شيء، في عبادتنا وفي أعمالنا وفى بيوتنا وفي بيعنا وشرائنا وجمع أحوالنا.
“أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”.
إِذَا مَـا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمَاً *** فَلَا تَقُلْ خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفُلُ سَاعَةً *** وَلَا أَنَّ مَـا يَـخْـفَـى عَـلَـيْـهِ يَـغِـيبُ
الشيخ/عادل عبد الله غباشي
إمام وخطيب بالأوقاف