اخر الاخبارتحليلات ومقالات

الدكتور عبدالرحمن طه يكتب .. تحليل المخاوف من السياسة الترامبية

عليك أن تعلم يا عزيزي القارئ أنه وخلال كتابة تلك السطور وحتى قراءتك لها فهناك الملايين من العمليات التقنية تجري لتدريب الذكاء الاصطناعي للتطور كذلك تخطط الدول المنتجة للثورة الصناعية الرابعة و على رأسها الولايات المتحدةالأمريكية للريادة واعلان الحرب الاقتصادية على الدول الريادية الأخرى و إن لزم الأمر إعلان الحرب العالمية العسكرية او افتعال حروب الوكالة ونموذج ذلك حرب الوكالة أمام روسيا والتي هدفها الأساسي تدمير الأقتصاد الألماني والطاقة الإنتاجية للمصانع الاوكرانية للرقائق وأشباه الموصلات بقدرة ٤٥% من الإنتاج العالمي لها وصاحب ذلك خطاب ” صنع في امريكا ” الذي صدر بعد ٧ ايام فقط من اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية وقانون العلوم و الرقائق الأمريكي الذي صدر بعد شهرين ونصف فقط من قيام تلك الحرب .
وأعلم إن الاقتصاد العالمي يواجه بجانب تنافسية التحول لاقتصاد الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة هناك تحدي كبير آخر يتمثل فيما سيعرف مستقبلا
” بالسياسة الترامبية ” نسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب فالرئيس الأمريكي صاحب فكر المال والاعمال قد وضع أمام العالم سياسة قد تصبح هي بالفعل التحدي العالمي الجديد يساوي في ذلك التحول من ثورة صناعية قديمة لثورة صناعية جديدة
واشار طه إلى أن الرئيس ترامب تحدث بصراحة عن رغبته في ضم قناة بنما والتي تعتمد عليها الصادرات الصينية بنسبة تفوق ٢٧% مما يوضح صحة رؤية الصين في إعادة طريق الحرير من جديد للحياة مرة أخرى فهي حرب شرسة تجارية وشيكة بين الصين و الولايات بجانب الحرب الموجودة بالفعل في نطاق شركات التقنية الفائقة وفرض العقوبات الاقتصادية على الشركات الصينية العملاقة مثل هواوي و تيك توك وغيرها ، ومن يراجع تقرير السياسة الوطنية الأمريكية السنوي، سيفهم ذلك كون العدو الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية هي الصين وليست روسيا كما يظن البعض
و بجانب ذلك اعلان الرئيس ترامب في أن تصبح كندا هي الولاية رقم ٥١ والتي أظهرت استطلاعات الرأي أن ١٣ % ممن شملهم الاستطلاع من سكان كندا انهم راغبون في الانضمام للولايات المتحدة الأمريكية بجانب ضعف الاقتصاد الكندي. وللسياسة الترامبية وجهتها فكندا تملك نحو ٢٠% من المياة العذبة حول العالم وبقوة ١٥٠ مليون فدان زراعي الأمر الذي دفع ترامب لتهديد كندا بزيادة الجمارك إلى ٢٥% على صادرات كندا ولتعلم أن ٨٠% من تلك الصادرات تذهب للولايات المتحدة الأمريكية
ويشير طه أنه في تطبيق تلك السياسة الترامبية فلا محالة من فكرة الانضمام و لن ابالغ إذ قالت أن تلك الفكرة هي تحضير للحرب العالمية الثالثة فهو يعزز موارده للاعتماد الذاتي على موارده حال اندلاع الحرب العالمية.
وعليك عزيزي القارئ أن تعلم أن ما يعزز تلك الفكرة إعلان السياسة الترامبية رغبة في ضم جزيرة جرينلاند التي تتمتع بحكم ذاتي تحت سيادة الدنمارك إذ علمت أنها بوابة إستراتيجية للتجارة العالمية تقع بين المحيط الأطلسي الشمالي وأميركا الشمالية وتجدر الإشارة إلى ان تلك النظرية تزداد وجهتها إذا علمت أن تلك الجزيرة هي ممر ملاحي عالمي للقطب الشمالي وتحوي عناصر مثل اليورانيوم المادة الأساسية للاسلحة النووية وقد أعلنت الصين عن رغبتها في شراء قاعدة عسكرية بها وتم رفضها من الدنمارك كما أعلنت الصين رغبتها في إنشاء مشروعات عملاقة للاستفادة ليس من اليورانيوم فقط وإنما من العناصر المعدنية النادرة تدخل في صناعات الثورة الصناعية الرابعة وهي ما تهدف له الولايات المتحدةالأمريكية في استغلاله لريادتها في الثورة الصناعية الرابعة الأمر الذي يثير التساؤل حقا وهو لماذا اضاعت الدنمارك فرصتها لتصبح دولة عظمى في عصر الثورة الصناعية الرابعة وعلى كافة المستويات التجارية والحربية ؟
ومن ناحية أخرى فإن ظهور السياسة الترامبية يتجسد في الحرب على مجموعة البريكس بلس والتي بإنضمام إندونيسيا أصبحت تملك نحو ٢٧.٥ % من الناتج الإجمالي العالمي ومع رغبة البريكس بلس إنشاء عملة نقدية تهدد عرش الدولار ظهر ترامب بفرض سياسته الترامبية والاعلان عن حرب اقتصادية ابسط ما فيها فرض جمارك بنسبة ١٠٠% على صادرات تلك الدول وما خفي كان أعظم
لذلك فإنه ومن الضروري القيام بتحليل السياسة الترامبية خاصة وانه رجل يفي بوعوده رجل مال محنك أحد وزرائه أغني رجل في العالم وقائد مهم في عصر الثورة الصناعية الرابعة ذلك أن إغفال السياسة الترامبية وعدم دراستها يؤدي إلى مضاعفة التحدي الخاص بالتحول الأقتصادي من الثورة الصناعية الثالثة إلى اقتصاد الثورة الصناعية الرابعة خاصة إذا علمت البيانات الاقتصادية للدول المعرضة لخطر السياسة الترامبية تظهر ضعفا وغياب التفاؤل او تقليله بخصوص مستقبل تلك السياسات و يمكنك مراجعة البيانات الاقتصادية الأخيرة للصين والبرازيل والاتحاد الأوروبي على سبيل المثال
لذا ومع تحليل تلك السياسة الترامبية يجب دعم نظم التعليم الأساسي والجامعي بعلوم الثورة الصناعية الرابعة والتحول الذكي للشركات مع التكامل الاقتصادي الوطني مع الثورة الصناعية الرابعه