اخبار البنوكاخر الاخبار

جيرمين عامر : كوكب المؤثرين .. نجيب الريحاني .. اول فوود انفلونسر في السينما المصرية

أكدت جرمين عامر – عضو اتحاد الاعلاميين العرب انها
حقيقة .. وليست خيال .. بعد مرور 75 عام علي وفاته..
يعاد .. اكتشاف الفنان “نجيب الريحاني” كاول فوود انفلونسر في السينما المصرية.

ففي مشهد عبقري من فيلم “احمر شفايف” عام 1946 يسبق الريحاني ملايين الفوود بلوجز والانفلونسر حول العالم ، قبل اكثر من خمسين عام من اكتشاف السوشيال ميديا.
ليظهر ملك الكوميديا الحزينة: عند البقال (سوبر ماركت القرن الماضي) وهو يتذوق الطعام، فيجرب انواع مختلفة من الجبن الابيض والرومي ثم البسطرمة .. دون ان يعجبه اي منها. فيسال !! البقال عن الزيتون وانواع المخللات. ليجربها هي الاخري. فيتركها .. لانها في نظره غير جيدة .ثم يتوجه بعدها الي محل الفاكهه، ليجرب العنب المعروض بنفس الطريقة, فيبدي عدم اعجابه به هو الاخر.

بصرف النظر عن الحبكة الدرامية لمشهد تجربة الطعام والذي وظفة الريحاني وبديع خيري مؤلف الفيلم. ليعكس حجم الفقر والجوع الذي يعاني منه البطل نظرا لفقد وظيفته.
الا ان .. تجربة الريحاني في تذوق الطعام او الفوود انفلونسر، اصبحت واقع ملموس نعايشه يوميا مع سكان كوكب المؤثرين علي السوشيال ميديا. بل انها اصبحت وظيفة وبيزنس وصناعة وكاشات.
سبقها .. في القرن ال20 .. ظهور كتاب ونقاد تخصصوا في فنون الطعام والصناعات الغذائية بوسائل الاعلام التقليدية : الراديو – الصحف والمجلات – والتليفزيون. فكانت الكتابة في مجلات مثل : حواء وسيدتي ونصف الدنيا. وكانت برامج الطهي الشهيرة في الراديو والتليفزيونعن اشهر الاكلات وثقافات الشعوب المختلفة في الطعام وبعض المطاعم الشهيرة والاكلات الغريبة.
ومع انطلاق البث الفضائي،بدأت برامج الطهي تاخذ حيز كبير من اهتمام المشاهدين, خاصة مع ظهور قنوات متخصصة في الطهي مثل :CBC سفرة. الامر الذي خلق نوع من التنافسية العالية علي نسب المشاهدة والمحتوي والاعلانات والرعايات. ادي الي صعود بعض الطهاة سلم المشاهير مثل : مني عامر.

ليأتي.. عصر السوشيال ميديا. .. وينقلنا .. بسرعة الصاروخ الي
تاسيس .. مهنة الفوود انفلونسر،كوظيفة مستقلة ومربحة.
وتاثير كبير في تشكيل اتجاهات الذوق العام في الطعام والصناعات الغذائية للجمهور حول العالم.

من هو الفوود بلوجر/ انفلونسر؟!!انه شخص يجمع بين حب الطعام والقبول الجماهيري والإبداع والاحترافية الرقمية. فيقوم بإنشاء محتوى يجذب عشاق الطعام. يستخدم فيه تقنيات متطورة للتصوير الفوتوجرافي والفيديو. باستخدام الإضاءة الطبيعية, لأنها تبرز الألوان والنكهات بشكل أفضل.كذلك التصوير من الزواياالمختلفة مثل الزوايا العلوية (Top-Down) أو الزاوية الجانبية، لإبراز تفاصيل الطبق.

كما يقوم بتصوير ونشر فيديوهات قصيرة (Short-form videos):توضح مراحل إعداد الأطعمة بشكل سريع وسهل. تحظى بشعبية كبيرة على منصات مثل TikTokوInstagram Reels. لاعتمادها عليالتقنيات السريعة مثل:Time-lapse)أو المقاطع المتقطعة(Jump cuts) لعرض خطوات الطهي بطريقة سلسة وجذابة.

مع استخدام الموسيقى والمؤثرات الصوتية لاضفاء جاذبية خاصةمثل: صوت السكين عند التقطيع أو صوت القلي لزيادة إحساس المتابعين بجودة الطعام وطريقة تحضيره.

يقوم الفوود انفلونسربكتابة مقالات أو نصوص قصيرة تصف الطعام ومكوناته.تساعد المتابعين في معايشة تجربة الأطعمة في المطاعم أو المنتجات الغذائية. يقوم بعدهاالفوود بلوجر بتقييمالأطعمة، الخدمة، والجو العام في المطعم.

فيتفاعل معهالمتابعين بالتعليقات او الأسئلة والتقييم over/under rating. وكلما زاد حجم تفاعل المتابعين كلما زادت الكاشات والرعايات والشهرة.

ومن هنا .. ياتي البيزنس والكاشات.
فتتنوع مصادردخل الفوود انفلونسر بين الدخل الثابت او المتغير.

فيتعاون مع العلامات التجارية والمطاعم من خلال الرعايات او تقديم انواع مختلفة من الطعام كذا المنتجات الغذائية.
ويقوموا بمراجعات وتقييمات مدفوعة،وتصوير،وجذب مزيد من المتابعين.
بالإضافة إلى دخلهممن منصات مثل : يوتيوب وإنستغرام, نظير التفاعل وانتشار المحتوي. ومن اشهر الفوود انفلونسر المصريين : عمرو حلمي ومنير مراد الذي اشتهر بالاكيل.

بعض المؤثرين يفضلون الوظيفة ذات الدخل الثابت. فيعملون لدي شركة أو مؤسسة اعلامية كمستشار للطهي او متذوق للطعام بمقابل مادي يتم وفقاللخبرة والمكانة وحجم المشروع.

ومع الاقبال الكبير .. الذي تشهده .. برامج الجوائز ومسابقات الطهي مثل : توب شيف، زاد الاقبال علي الفوود انفلونسر لتقييم الطعاموالمشاركة نظيرالحصول علي جوائز ومكافات نقدية.

لنجد.. الشيف اسامة السيد والشيف رمزي يوثقون تجاربهم ويطرحون كتب للطهي. ليضيفمصدر دخله اخر. كذلك يقومون بتنظيم ورش عمل مخصصة لتعليم فنون الطهي.

صراع التقنيات والابتكارات
لانهم تحولوا الي مشاهير ديجيتالبملايينالمتابعين. فدخلوا دائرة الضوء والمنافسة. فلزم عليهمالابتكار في الاداء والمحتوي. حتي يظلوا محتفظين بالاقامة الذهبية علي كوكب المؤثرين. فبعضهم اعتمد تقنيات مثل :

التصوير خلف الكواليس (Behind-the-scenes): مثل: فاتي Fattyفي صناعة حلوي الدونات بانواعها المختلفة. والتي تقومبتصوير يوميات معتمدة علي طريقةالسرد القصصي مثل: مشاركة مقاطع فيديو أو صور لمراحل التحضير المختلفة من خلف الكواليس. مما يضفي طابعًا شخصيًا ويزيد من ارتباط المتابعين لها.

وهناك فوود انفلونسر اعتمد تقنية التركيز على نوعية الطعام الصحي والمستدام. ليصبح شعار بلوجاته ومحور جذب المتابعين خاصة المهتمين بالبيئة. فيقوم بتسليط الضوء على المكونات العضوية والصحية في اعداد الوصفات المختلفة للطعام. كذلك يقدم حلول لتقليل الهدر الغذائي.

وعلشان التريند اعتمد بعض الفوود بلوجر الي تقديم اكل الغلابة مثل : اكله عدنان كذا ايجاد بدائل باسعار منخفضة.

واشار موقع بروفيل تري ProfileTree في فبراير2024 الماضي،ان سوق الفوود انفلونسر ينمو بنسبة 12% سنويا منذ 2015. حتي ان عدد الفوود بلوجر بلغ 32 مليون شخص في امريكا وحدها. فما بالك بعددهم حول العالم؟!!

اماعن تصنيف المتابعين، فقد استحوذ متابعين الطعام علي اعلي النسببلغت 42.8% ليتفوقوا عن غيرهم من نوعية البلوجات مثل : الموضة او التكنولوجيا.

واعلن نفس الموقع ان 42% من الفوود بلوجر,يعتمدون في دخولهم علي اعلانات مواقع التواصل الاجتماعي مثل: الانستجرام واليوتيوب. بينما 11% منهم يعتمد علي الرعايات المباشرة للعلامات التجارية و10% منهم يعتمد علي التسويق بالعمولة.

وفي مصر, زاد عدد الفوود بلوجر بشكل كبير في الاونة الاخيرة. ليشكلون جزءًا كبيرًا من الاقتصاد الرقمي والإعلاني والصناعة الغذائية والمنتجات الزراعة. مما يعكس تحولًا كبيرا في كيفية استهلاك المحتوى وكيفية تسويق المنتجات والخدمات الغذائية. كذلك تطوير الصناعات الغذائية لتتواكب مع الطلب والذوق العام للجمهور المستهلك. الامر الذي يفتح آفاقًا جديدة للبيزنس وريادة الاعمال كذلك الإعلام الرقمي.