الشيخ مبروك وجيه: أدب الفراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الاكملان الطيبان الزكيان الدائمان المباركان علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
وبعد ،
من أدب الفراق الذي نتعلمه من قصّة موسى والخضر عليهما السّلام حين قرّرا بعد اصطحابهما إنهاء هذه العلاقة مايلي :
– (قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ ۚ )
#مواجهة الشّخص :
حين يتساءل صديقك عن سبب جفاءك ويلحّ في الّلقاء سيكون من الأفضل أن تخبره بقرارك في حال أراد الاستمرار ومعرفة ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل ولابدّ من الحذر من قول ذلك أمام الناس ، واختيار أسلوبٍ لائقٍ وهادئٍ .
– ( سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا )
أخبر صديقك عن #الأسباب:
أيّاً كان السّبب فهذا وقت الإفصاح الآن ، أخبره ماحدث بجرأةٍ دون تردّد, وقد يكون الآخر سعيداً بمعرفة ماحدث.
قد لا تكون الصّراحة الأسلوب الألطف حين تدرك أنّ الآخر لا يستوعب ما تقوله وفي هذه الحال اترك العلاقة تتلاشى بمفردها .
من آداب الفراق أيضاً:
– #اعط_فرصةً أو أكثر للتّحدّث والمشاركة وتغيير الأسلوب :
ثلاث فرصٍ قد تكون كافيةً للتراجع والاعتذار وغسل القلوب ، قد يكون الأفضل الإبقاء على علاقةٍ خفيفةٍ بينكما ..
– #ضع_حدوداً :
اترك مسافةً فاصلةً بينكما مع الاحتفاظ بحقّ المسلم على أخيه : (رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ ).
خطوات إنهاء العلاقة :
إنهاء العلاقة يعني البدء بقطع كافّة سبل التّواصل ، التّوقف عن المهاتفة والّلقاءات ، خفّف المحادثات وتوقّف عن تشارك الأسرار والمعلومات الشّخصية وتفاصيل يومك ..
المحادثات السّطحيّة تعطي الرّسميّة في العلاقة وتصنع الحاجز المطلوب لإنهاءها .
– اعتذر وتشاغل وبرّر الغياب ، اختلق الأعذار وارفض الدّعوات بأدبٍ ..
– قد تنتهي بعض العلاقات دون مواجهةٍ ، وقد يختفي بعض النّاس من حياتنا دون سببٍ ، له الحرية المطلقة في فعل ذلك ربّما يفسح ذلك مجالاً لعلاقةٍ أخرى أفضل وأحسن ..
وصلي اللهم وسلم وبارك وزد وأنعم وأكرم علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
الشيخ مبروك وجيه إمام وخطيب بوزارة الأوقاف