د. احمد شوقى : المتحف المصري الكبير استثمار في الحضارة وقاطرة للنمو الاقتصادي
المتحف يسهم فى زيادة عوائد السياحة من خلال استقطاب ما بين 5 إلى 7 مليون زائر سنويا

توقعات بتراوح إيرادات التذاكر فقط ما بين بين 3.5 إلى 5 مليار جنيه مصري سنويا
اكد د. احمد شوقى الخبير المصرفى الاقتصادى ان افتتاح يمثل . المتحف المصري الكبير حدثا اقتصاديا عالميا يعيد رسم خريطة السياحة والاستثمار في مصر. فهو لا يقتصر على كونه صرحا حضاريا يعرض أعظم كنوز التاريخ الإنساني، بل يعد مشروع استثماري ضخم يخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ويحفز العديد من القطاعات كالنقل والفندقة والخدمات وتنشيط الصناعات الصغيرة والحرفية المرتبطة بالسياحة مثل الصناعات اليدوية والهدايا التذكارية، ما يعزز الاقتصاد المحلي.
واضاف ان افتتاح المتحف يسهم في زيادة عوائد السياحة الثقافية وجذب الاستثمارات الأجنبية. حيث يمثل المتحف بوابة جديدة لتعزيز الناتج القومي وتنشيط الاقتصاد الوطني .
حيث سيدعم المتحف زيادة عوائد السياحة بشكل مباشرة وغير مباشرة من خلال استقطاب ما بين 5 إلى 7 مليون زائر سنويا، ليصبح أحد أهم المحركات الداعمة لمستهدفات الدولة برفع أعداد السياح إلى نحو 30 مليون سائح سنويا خلال الأعوام المقبلة. وفي ضوء أسعار التذاكر المعلنة (200 جنيه للمصريين و1200 جنيه للأجانب)، فمن المتوقع أن تتراوح إيرادات التذاكر فقط ما بين بين 3.5 إلى 5 مليار جنيه مصري سنويا.
أما بالنسبة للعوائد غير المباشرة، فستشمل إنفاق الزوار في الفنادق والمطاعم ووسائل النقل والأسواق، وهو ما قد يضاعف الأثر الاقتصادي الكلي للمشروع على الناتج المحلي والسياحة.
كما سيساهم في تعظيم تدفقات العملة الاجنبية من خلال جذب السياح ذوي الإنفاق المرتفع وطول فترة الإقامة، حيث تشير تقديرات المجلس العالمي للسياحة والسفر (WTTC) إلى أن إنفاق الزوار الدوليين في مصر مرشح لتجاوز 768 مليار جنيه في 2025، ومن المتوقع أن يسهم المتحف بنصيب كبير من هذا الإنفاق عبر تدفق زوار جدد من الأسواق الثقافية الكبرى في أوروبا وآسيا وأمريكا.
كما يمثل المتحف أيضا منصة لتوليد آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في مجالات التشغيل، الأمن، الإرشاد السياحي، الترميم، والخدمات، إضافة إلى تحفيز الاستثمار في الفنادق والمطاعم والمشروعات التجارية المحيطة بمنطقة الأهرامات.
وبالرغم من التوقعات الإيجابية، تبقى بعض التحديات قائمة، خاصة ما يتعلق باستدامة الحركة السياحية في ظل التوترات الجيوسياسية الإقليمية. الا أن حالة الاستقرار الأمني والبنية التحتية الحديثة والموقع الفريد يمنح المشروع فرصا قوية لتحقيق مردود طويل الأجل.
وفي ضوء ما سبق فان افتتاح المتحف المصري الكبير ليس حدثا أثريا فحسب، بل تحول اقتصادي وحضاري يبرهن أن الثقافة يمكن أن تكون استثمار يحقق عائد مرتفع. فهو بوابة جديدة تجذب السائح، وتنعش الاقتصاد، وتؤكد أن مصر القديمة لا تزال تبني حاضرها ومستقبلها بقوة حضارتها.
 
				 
					 
					



