الشيخ مبروك وجيه: المرأة قوة ناعمة لرسوخ الإسلام
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
منذ الوهلة الأولى لظهور الإسلام كان أول من آمن بالنبي ﷺ أمرأة هي أُمنا “خديجة d ولم يقف الامر عند إيمانها برسالة النبي ﷺ وإنما كان لها الدور الأعظم في السبق وحسن الايمان وحسن العشرة والانفاق على دولة الإسلام متمثلة في شخص سيدنا رسول الله ﷺ وكانت أول شهيدة في الإسلام (إمراة) “هي” “سمية بنت خياط” أم عمار بن ياسر رضي الله عنهم أجمعين ولم يقف الأمر عند هذا الحد من الانفاق أو الشهادة فحسب بل لقد وصل الأمر في عهد سيدنا عمر بن الخطاب d إلى أن ولى “الشفاء بنت عبدالله المخزومية على حسبة السوق وهى بهذا الوصف في زماننا تجمع بين السلطتين (القضائية والتنفيذية) معاً والسوق بمعاييرنا المعاصرة الان يمثل المركز الرئيسي للنشاط التجاري الدولي والعالمي وشغل هذا المنصب في سوق عكاظ بمكة “سمراء بنت نهيك الاسدية” وكان بيدها سوط لمنع الغش في الكيل والميزان.
وبإختصار شديد امتد دور المرأة في الإسلام ليشمل جميع أنواع الحياة الثقافية والتجارية والزراعة والسياسة والجهاد الذي كان وما يزال رخصه لهن إلا في الدفاع عن الوطن ولا يخفى على المنصفين دعا النبي ﷺ لأم “حِرام” أن تكون ممن يركب البحر لتجاهد في سبيل الله فأستجاب الله دعاء نبيه ﷺ في عهد سيدنا عثمان بن عفان وركبت البحر واستشهدت في “لارنكا” والأمثله أكثر من أن تحصى أمثال: “أسماء بنت أبي بكر، وخوله بنت الأزوم، وأم حكيم زوج عكرمة بن أبي جهل، ومشورة أم سلمة d للنبي ﷺ في صلح الحديبية ذلك الحس السياسي في حل مشكلة عدم انصياع بعض الصحابة لأمره ﷺ بالتحلل من الاحرام ومن خلال هذه الأمثلة يستطيع المتبحر في تاريخ العرب والإسلام فضلاً عن الحضارة العربية والغربية أن ينجلي له بوضوح الدور المحوري الذي قامت به المرأة في تقدم المجتمعات والتأثير في ثقافة المجتمع وسياستة واقتصاده وجميع جوانب الحياة من خلال ما يقع على عاتقها كأم وزوجة ثم امتد هذا الدور إلى الرعاية والدعم والتعليم ثم تطور ليكون للمرأة دور كبير وعالمي في تطوير سبل العمل أصبحت به المرأة شريكة في إدارة المجتمع وتحمل شؤونه.
وهو الامر الذي يدعو إلى المزيد من التمكين للمرأة لتكون قادرة على القيام بدورها بفاعلية للإرتقاء بالمجتمع.
الشيخ مبروك وجيه
امام وخطيب بوزارة الاوقاف