تحليلات ومقالات

د. عبد الرحمن طه : هندسة الأوامر (Prompt Engineering) خطة الدخول للمجال

مع التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، ظهرت وظائف جديدة تتطلب مزيجًا من الإبداع التقني والتحليل العميق، وأبرزها وظيفة “مهندس الأوامر” أو Prompt Engineer. هذه الوظيفة أصبحت من أكثر الوظائف طلبًا في سوق العمل التقني، وتلعب دورًا محوريًا في توجيه النماذج الذكية لتحقيق أفضل النتائج.

ما هو الـ Prompt Engineer؟
Prompt Engineer هو الشخص الذي يصمم مدخلات مهيكلة (prompts) لتوجيه نماذج الذكاء الاصطناعي نحو مخرجات محددة (نصوص، صور، فيديو… إلخ)، ويحلل سلوك النماذج، ويعيد ضبطها باستمرار للوصول إلى أفضل أداء.
دوره يتجاوز مجرد كتابة أوامر، ليشمل: اولا ، اختبار وتعديل النتائج بشكل متكرر. ثانيا ، فهم عميق لكيفية استجابة النماذج للمعايير المختلفة. ثالثا ، بناء أطر عمل (frameworks) قابلة لإعادة الاستخدام والتطوير. رابعا ، دمج الأوامر في سير عمل متكامل مع أدوات ونماذج متعددة.

ولك أن تعلم صديقي العزيز أن المهارات الأساسية لمهندس الأوامر
المجال الممارسة العملية يسهل التعرف عليها فهي ما بين
إتقان النماذج المتعددة استخدام أدوات مثل FLUX, SwarmUI, Kling, Picsverse وغيرها.
وكذلك التحكم في المعايير فهم إعدادات مثل FP16، إدارة الذاكرة، ربط النماذج، stitching…
وايضا تكوين المشهد السينمائي وصف الإطارات، التأثيرات البصرية، الحركة، النسبة البصرية…
واخيرا بناء سير عمل واختبار متكرر تطوير workflows تكرارية لاختبار وتحسين النتائج باستمرار.
تلك المهارات الأساسية الأربعة والتي تعد في ذاتها ٤ وظائف كل منها في مجالها المتخصص
ويظهر السؤال البديهي الذي اصبح مألوفا منذ تدشين كتاب كلاوس شواب عن الثورة الصناعية الرابعة وهو لماذا هندسة الأوامر وظيفة المستقبل؟
وتكمن الإجابة في ثلاثة نقاط
١- تدخل العنصر البشري العقلي: لأن الذكاء الاصطناعي يحتاج دائمًا لعقل بشري يوجهه ويحلل مخرجاته ويعيد ضبطه.

٢- طلب متزايد في السوق: وذلك مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي، فإن الحاجة لمهندسي الأوامر ستزداد، خاصة في المؤسسات الكبرى.

٣- تدرج في الاحترافية: لأن هناك مستويات للاحترافية، من المبتدئ حتى الخبير الذي يمثل شريحة صغيرة عالميًا.

ويتبقى ان يتم وضع خطة ممنهجة لدخول مجال هندسة الأوامر وهي تتكون من نقاط
1. الفهم النظري
اقرأ عن الذكاء الاصطناعي التوليدي وأنواعه (نصوص، صور، فيديو).
وتعرف على أشهر النماذج (ChatGPT، Claude، Gemini، MidJourney، Stable Diffusion…).

2. تعلم الأدوات والمنصات
جرب أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة. وتدرب على استخدام منصات مثل FLUX، SwarmUI، ComfyUI، Picsverse.
3. تطوير مهارات التحليل والتجريب وابدأ بكتابة أوامر بسيطة، ثم اختبر النتائج وعدّلها.وتعلم كيفية تحليل مخرجات النماذج وتحديد نقاط القوة والضعف.

4. بناء أطر عمل (Frameworks)
صمم قوالب أو أنظمة أوامر قابلة لإعادة الاستخدام. و تعلم البرمجة البسيطة (يفضل Python) لأتمتة بعض العمليات.

5. التخصص والتعمق
اختر مجالًا (نصوص، صور، فيديو) وركز عليه. و شارك في مجتمعات الذكاء الاصطناعي واطلع على أحدث الأبحاث والتقنيات.

6. بناء ملف أعمال (Portfolio)
وثق تجاربك وأمثلة من أعمالك.
وشارك مشاريعك على GitHub أو منصات متخصصة.

7. التطوير المستمر
تابع التحديثات في المجال.وشارك في نقاشات تقنية وورش عمل ومسابقات.

ويمكن اعطاء بعض النصائح الاحترافية
فيجب عليك صديقي العزيز أن لا تكتفِ بكتابة أوامر، بل حلل النتائج وطورها باستمرار. وعليك ايضا أن تعلم كيف تدمج الأوامر في سير عمل متكامل مع أدوات متعددة.
و ركز على بناء حلول قابلة للتطوير والتخصيص.
وعليك ان تستثمر في بناء شبكة علاقات مع خبراء المجال. أي حط نفسك بالاصدقاء الشغوفين بنفس المجال

صديقي العزيز أعلم أن هندسة الأوامر ليست مجرد وظيفة تقنية، بل هي مزيج من الإبداع، التحليل، وفهم عميق للنماذج الذكية. إذا بدأت اليوم بخطة ممنهجة، يمكنك أن تصبح من رواد هذا المجال الواعد وتساهم في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي.

دكتور عبد الرحمن طه
خبير الاقتصاد الرقمى