اخر الاخبارمسؤولية مجتمعية

د. أحمد جلال شقوير : مغانم الصوم

الصوم وسيلة كبرى للظَّفر بالعديد من القيم الإيمانية العليا.
فهو يُكسب الصائم التقوى؛ لأن النفس إذا امتنعت عن بعض المباحات الضرورية كالطعام والشراب، طمعا في مرضاة الله، وخوفا من غضبه وعقابه، يسهل عليها حينئذ الامتناع عن المحرمات، وهذا هو مفهوم التقوى؛ إذ هي في تعريف العلماء: فعل المأمورات، واجتناب المنهيات، فيكون صائما تقيا.

والصوم يغنم الصائم الصّبر؛ حيث يصبر على الجوع والعطش والشهوة، ويصبر على أداء الطاعات؛ ليقوم بها على أكمل الوجوه وأفضلها؛ لذلك وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بشهر الصبر، فيصبح صائما صابرا.

كما يورث الصوم الصائم الشكر، وهذا يبدو ساعة يمتنع الصائم في وقت الصوم عما أنعم الله به عليه من نعمة الطعام والشراب وسائر الشهوات المباحة، فيتبين له حينها مقدار تلك النعم، ومدى المشقة التي تلحق المحروم من تلك النعم، فتتوق نفسه إلى شكر المنعم، ويتحقق بقيمة الشكر(ولعلكم تشكرون)، فيصير صائما شاكرا.

و يثمر الصوم في الصائم الإخلاص؛ لأن الصائم يعلم أنه لا يطلع أحد على حقيقة صومه إلا الله، ولو شاء ان يترك الصوم دون أن يشعر به أحد لفعل، ولكن لا يمنعه عن ذلك إلا اطلاع الله عليه، ولا يحثه على الصيام إلا رضا مولاه، وبذلك يكتسب الإخلاص فيكون صائما مخلصا.

د/أحمد جلال شقوير
مكتب مساعد وزير الأوقاف