جرمين عامر كوكب المؤثرين .. فوود انفلونسر .. الغلابة
أكدت جيرمين عامر عضو اتحاد الاعلاميين العرب أنه
عالم سحري .. مليئ بالالوان، والرائحة الشهية، وحلاوة الانتظار،
طمعا .. في الفوز .. بالمزاق الشهي.
ومطبخ يتحول .. فيه حبات العدس والبطاطس والبصل إلى وجبة خمسة نجوم.
فتشتهي .. طبق الكشري، وكانه طعام الملوك.
وتتعجب .. من رائحة الكيكة النفاذة.
ليفاجاك .. شيف الغلابة !! بانها مصنوعة من بقايا الخبر.
فتندهش .. مرة اخري، من ذكاءه ومهارته في صنع وليمة من تكلفة كوب قهوة.
ويدعوك .. بابتسامته الساحرة الي تجربة تذوق عالمية لطبق فول بالزيت الحار.
فيغزل .. للمرة المليون حلم الجعان بسوق العيش.
هنا .. تفتح مغارة السوشيال ميديا .. فتخرج لنا ..
الاف من الفوود بلوجر / انفلونسر .. الغلابة، صاحب ملايين المتابعين والليكات.
ليسحر .. الجماهير بوصفات شيف الغلابة.
ويقضي .. ساعات طويلة، في تصوير طبق المسقعة، من زوايا تجذب المتابعين وتدعوهم بلهفة لتجربة التذوق.
وينتقد .. خلطة الفلافل، لكثرة الشطة، فيعزف عنها الجمهور ويهجروا المطعم.
ويستمر .. في بث رسائله وبلوجاته, لترفع تقييم مطاعم under rated بعينها فيقبل عليها الجمهور، ويقضي علي ارزاق مطاعم اخري over rated, فيعزف عن الذهاب لها المتابعين.
ويواصل .. بلوجاته، حتي يقنعنا ان تناول الطعام امام الكاميرا شكل من اشكال الموضة وفن للاستمتاع والتذوق.
ومن اشهر الفوود بلوجز في مصر “اكله عدنان” الذي اشتهر بالبحث عن اماكن الاكلات الشعبية في مختلف انحاء مصر. يقدم محتوى بسيط، يعبر عن احتياجات الجمهور اليومية من وصفات اقتصادية بتكلفة معقولة.
اتخذ عدنان من قضية “التكافل الاجتماعي” عنوان لعدد كبير من بلوجاته. فقام بجولات مكوكية للبحث عن نوعية المطاعم او عربات الطعام التي تقدم الاكلات الاقتصادية في كثير من محافظات الوجه البحري والقبلي. قدم اصحابها للجمهور بقصص كفاحهم. وظف عدنان صاحب ال 4.5 مليون متابع علي السوشيال ميديا قاعدة متابعينه الكبيرة, فقام بتوعية الجمهور لاهمية دعم مطاعم الغلابة واصحابها من “الايدي الشقيانة”. فاستخدم البلوجات في الترويج لهذه المطاعم والاكلات كنوع من انواع الدعاية والاعلان الغير مباشرة. بهدف زيادة انتشار هذه المطاعم ونوعية الطعام الاقتصادي والتقليدي الذي يقدمونه.
ودائما ما يستشهد “اكلة عدنان” بالمثل الشعبي : “بصلة المحب خروف”. والذي يدل علي كرم وحفاوة المصريين علي مر العصور. فقدماء المصريين نقشوا علي جدران معابدهم صور للاغنياء وهم يجودون بالذبائح والخرفان تقربا لآله امون. بينما الفقراء يجودون بالبصل والخضراوات.
المدهش .. ان ثقافة الاكلات التقليدية والاقتصادية لدي المصريين لم تتغير كثيرا. علي الرغم من الدور المحوري الذي لعبته الآله الاعلامية وخاصة السوشيال ميديا في تغيير أنماط استهلاك المصريين للغذاء. نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية، والعولمة، والتغيرات في نمط الحياة.
فارتفع الاقبال نحو التحول للأطعمة السريعة والمعلبة مع زيادة في استهلاك المنتجات المستوردة. مما ادي الي ارتفاع استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات. الامر الذي أثر سلبا على الصحة العامة للمصريين وادي الي زيادة معدلات السمنة والأمراض المزمنة.
ليظهر نوعية جديدة من الشيفات والمؤثرين بدعوات للعودة لثقافة الطعام الاقتصادي. يرتكزون علي تقديم وجبات بسيطة وسهله وغير مكلفة بمختلف القنوات الاعلامية. وكذا من خلال اصدارات الكتب والمجلدات الطهي من اشهرهم : كتاب “ابلة نظيرة” للطهي للكاتبة / نظيرة نيقولا.
وعبر القنوات الفضائية وبرامج الطهي المتخصصة، ظهرت الشيف نجلاء الشرشابي ببرنامجها الشهير “علي قد الايد” والشيف غالية في ” مطبخ غالية”. يقدموا وصفات اقتصادية تعتمد علي مكونات متوفرة في المنزل أو يمكن شراؤها بتكلفة منخفضة. كذلك قاموا بتسليط الضوء على الطرق السهلة والسريعة لتحضير الأكلات الشعبية والتقليدية التي يحبها الجميع.
قدموا نصائح للتوفير في إدارة ميزانية المنزل منها: تقليل الهادر الطعام. واستخدام بدائل منخفضة التكلفة، مما يجعل الوصفات في متناول الجميع. بالاضافة الي التركيز على الأطعمة الشعبية والأكلات المصرية التقليدية.
ويتمتع الفوود انفلونسر الغلابة بشعبية كبيرة بين متابعينه. فهو يعتمد علي اسلوب جذاب وبسيط وقدره علي التفاعل والتواصل المستمر معهم. فيستجيب لاحتياجاتهم واقتراحاتهم ويمنحهم فرصة لحرية التعبير عبر صفحاته في موضوعات مختلفة مما يزيد من ولاء الجمهور له.
حجم سوق الطعام في مصر
ولان التغيرات الاقتصادية والاجتماعية, دفعت الكثير من المصريين الي تغيير انماط استهلاكهم بشكل عام وللطعام بشكل خاص. ساهم هذا التغير في زيادة مساحة دور الفوود انفلونسر وتاثيرة علي الذوق العام في الطعام. فتخلي الكثير من الفوود بلوجر عن تقديم طعام الخمس نجوم والمطاعم ذات الرفاهية العالية, وتهافتوا علي تقديم وجبات اقتصادية تناسب الشريحة المتوسطة وما دونها.
وتاكيدا للتريند .. اصدرت شركة BMI التابعة لمؤسسة فيتش سوليوشنز للابحاث، دراسة نشرت مؤخرا، حول سيناريوهات الانفاق الاستهلاكي للمصريين خلال 2024 والمتوقع علي المدي المتوسط حتي 2028.
اوضحت الدراسة ان تصاعد حجم التضخم نتيجة تراجع سعر العملة المحلية وارتفاع اسعار الفائدة. ساهم في في احداث تغيير كبير علي صعيد الانفاق الاستهلاكي للمصريين. فباتوا اكثر تركيزا علي شراء السلع الاساسية مثل : الاغذية والاسكان والمرافق والملابس والنقل والمواصلات. مع تراجع في الاقبال علي السلع الغير اساسية مثل : الترفية والثقافة والفنادق والمطاعم. خاصة وان الطعام يستحوذ علي 96% من اجمالي الانفاق للاسر المصرية.
وتوقعت الدراسة نمو الانفاق الاسري بشكل عام بنحو 4.3% خلال العام الحالي 2024 بالمقارنة ب3.8% في عام 2023 ليصل الي 2 ترليون جنيه مصري و2.3 ترليون جنيه في 2028. اما عن الانفاق الاسري علي التغذية فقد ارتفع الي نسبة 35% خلال العام الحالي 2024 بالمقارنة ب8.2% في عام 2022.