الشيخ مبروك وجيه: خُلق التبشير
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الاكملان الطيبان الزكيان الدائمان المباركان علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
وبعد
فإن التبشير بالخير منهج رباني يشرح الصدر ويبعث على الاطمئنان والتفاؤل منهج رباني ونهج نبوي، أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: فَبَشِّرْ عِبَادِ سورة الزمر17، إن الآيات الآمرة بالتبشير كثيرة صراحة أوضمنا كقوله تعالى: وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِسورة البقرة25، وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ سورة البقرة155، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ سورة الصف13، وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ سورة الحـج34، وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ سورة الحـج37، وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ سورة يونس2، بل إن الله أنزل هذا القرآن بشرى، وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ سورة النحل89، وقال: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا سورة الإسراء9.
اليوم مع وجود ضغوط وأعباء الحياة مع الابتلاءات الكثيرة التي يبتلى بها المسلمون مع وجود كثير من المصائب التي تلم بالأمة والجراح الموجودة، المخاوف، نحتاج إلى رفع راية التبشير، هجمات كثيرة، سقوط ناس في حبال الشرك والبدع والرذائل والمعاصي، نحتاج إلى رفع رايات التبشير في أجواء القلق والاضطراب، خصوصاً الآن في هذه الفترة التي تموج بها البلاءات المختلفة، ثم بعد ذلك لا ندري المستقبل ما هو، هل المستقبل جيد، هل هو، هل سيقع وراءه أو أشياء بعد ذلك فيها مخاطر عظيمة، ماذا ينتظرنا؟ لا شك طبعاً أن هذا يسبب قلقاً، وفي أجواء الخوف والفزع يحتاج الناس إلى طرح موضوع البشارات، لا زال أعداء الإسلام أقوى، يعني من ناحية المادية لهم سيطرة، ولا زال المسلمون أضعف، طبعاً مادياً، نحتاج البشارات هنا، التبشير ما هو؟ خبر فيه سرور تتغير به بشرة الوجه، ويستعمل في الخير والشر وفي الخير غالباً، والبِشارة الاسم، والبُشارة ما يعطاه المبشر بالأمر، يعني مكافأة له، إذن البشارة بالكسر الاسم، بشر بِشارة، لكن لو واحد قال: هات البشارة فهو ما يعطى للمبشر.
ومن أهمية وفوائد خلق التبشير يدعو إلى الاستئناس والارتياح، بث الأمل، البعد عن التكدير، ودواعي الانقباض، هذا ما يحدثه في النفس، لكن ما هي أهمية وفوائد التبشير؟
البشارة والنذارة طبعاً من الجهتين مطية الداعية إلى قلوب المدعوين، الله عز وجل جعل مهمة الرسل، وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ سورة الأنعام48، فالقلوب منها ما يؤثر فيها التبشير، رياحين البشارة، وأخرى لها النذارة أنفع، كم من أناس هداهم الله بذكر الرحمة والتنفيس، وناس آخرين هداهم الله بذكر العذاب أو التخويف، لكن الجمع بينهما هو المنهج، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًاسورة الأحزاب 45، نلاحظ هنا تقديم التبشير على الإنذار، يعني في البداية التبشير، وإذا عملت كذا، وإذا استجبت، وإذا أطعت الله ورسوله، وإذا استقمت لك كذا وكذا، ثم إذا رأيناه عصى وأدبر وتولى وعاند وكابر ننتقل إلى قضية الإنذار، وإن عصيت لك كذا كذا، كما هو واضح في منهج القرآنالكريموالسنة النبوية المشرفة .
التبشير بالخير يمد السامعين بعلو الهمة، يدفعهم إلى العلم، كلمة بشر وأبشر لها مفعول في القلوب جميل جداً، التبشير بالخير يثبت الإنسان في المواقف العصيبة، يطمئن القلوب المضطربة، يشرح الصدور يسبب استقرار النفس راحة البال
التبشير بالخير يمد السامعين بعلو الهمة، يدفعهم إلى العلم، كلمة بشر وأبشر لها مفعول في القلوب جميل جداً، التبشير بالخير يثبت الإنسان في المواقف العصيبة، يطمئن القلوب المضطربة، يشرح الصدور يسبب استقرار النفس راحة البال
، ترتفع الروح المعنوية، التبشير من القول الحسن الذي أمرنا به، وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناًسورة البقرة83، التبشير بالخير من أحب الأعمال إلى الله، سرور، أليس سروراً تدخله على مسلم؟ التبشير يبث الثقة، يزرع الأمل، يمسح عن الناس أو عن السامعين غبار اليأس، وكذلك في تنشيط في الخير، حث على الطاعة، إقبال بقلوب العصاة إلى الله، فتح باب التوبة.
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
الشيخ مبروك وجيه أمام وخطيب بوزارة الاوقاف