الشيخ ياسر عدلي يكتب لا تتوقفون عن قراءة الكتب

اين من يقرأ؟
هل فكرت مرة وسألت نفسك سؤالاً
متى جلست أمام الكتاب ؟
وهل راودك شعوراً ، أو هل تستطيع ترك بصمة لدى الآخرين يتذكرونك بها ؟
أقلها هل طرحت الفكرة أمامك يوماً فتحرك القلب لها ؟
لماذا لم نسأل أنفسنا ما الذي جلب لهم التقنية والصناعة التي نمسك بها بين أيدينا في كل دقيقة ولحظة؟ هل نحن عبيد لصناعاتهم ومنتجاتهم وربما ثقافتهم؟.
عندما نرضى أن نركع لهم ولا يسجدون لنا فنحن عبيد مملوكين لترويج صناعاتهم؛ فهل يعقل أن دولة صغيرة مثل تايوان تتفوق على جميع الدول العربية اقتصادياً؟!!.
للأسف؛ ظننا أن تطورنا يكون بسيارة يابانية آخر موديل، أو هاتف محمول بشريحتين، ولم ننظر بعين التاريخ والحقيقة والواقع عن السر المكشوف في تقدم تلك الأم الأوربية والصينية والهندية حتى أصبحت تهدد العالم وتطمئن العالم من جميع النواحي ونحن نجتمع ونفكر في أحلى نغمة هاتف محمول.
للأسف مرة أخرى؛ سر تقدمهم هو تعظيمهم للقراءة؛ قراءة الكتب لأبنائهم وبناتهم وشبابهم وشاباتهم، بل حتى أطفالهم منذ الصغر وحتى الكبر.
لا يتوقفون عن قراءة الكتب.
في الجامعة كتاب، وفي البيت كتاب، وفي الحافلة كتاب، وفي الحديقة كتاب، وفي أماكن الانتظار كتاب، وفي المقاهي كتاب، بل حتى في أماكن اللهو والمرح تجد هناك مكاناً للكتاب عندهم.
وبنفس القصة تتكرر عندنا الفصول، ولكن مع استبدال الكتاب بالهاتف المحمول؛ ففي الجامعة محمول، وفي البيت محمول، وفي الحافلة محمول.
وهكذا إلى نهاية فصول حياتنا اليومية لا تخلوا من محمول وربما محمولين وقد تتطور إلى محمولات.
هذا هو سر التقدم إنه الكتاب، فهل نقلب المعادلة ونقول بأن سر تخلفنا هو اللهث على التقنية والجديد دونما محاولة المشاركة فيها صناعة وتطويراً؟!!.
نعم؛ ولكن كيف يكون لنا قدم سبق في العلم والتقنية ـ بل وحتى الثقافة ـ ونحن نرضع من لبن الغرب الصناعي، ولم نبحث عن اللبن الطبيعي.
إن اللبن الطبيعي الذي رضع منه الغرب هو العلم، والعكوف على القراءة، وتخصيص ليس وقت واحد لها بل أوقات وساعات من وقت الفراغ ومن وقت العمل أيضاً، حتى أصبحت القراءة عندهم عادة وعبادة وعمل لا يمكن تركه بأي حال من الأحوال.
فالعامل عندهم يقرأ، والطبيب يقرأ، والأم تقرأ والأب يقرأ، والمعلم يقرأ والطالب يقرأ، والمدير يقرأ والموظفين يقرؤون.
نعم؛ أقولها بكل ما أوتيت من قوة ” سر تخلفنا وجهلنا هو غياب الكتاب عن حياتنا ” أين الكتاب؟.
أين من يقرأ؟.
أين من ينقب في السطور؟.
لذا؛ لا عجب أن لا نجد من يصنع، ومن يكتب، ومن يصمم!! لا عجب فهل يأتي النهر إلا من مصبه، وهل تشرق الشمس إلا من مطلعها، وهل يؤتى العلم إلا من أبوابه.
يقول المؤلف الأمريكي ثورو: ” كم من رجل أرخ عهداً جديداً من حياته من يوم قراءة كتاب “.
فهل سنؤرخ لمجتمعنا عهداً جديداً تنتشر فيه المكتبات وتصبح أكثر من عدد محلات الهواتف المحمولة؟!! أم أن هذا مستحيل جداً فنحن شعوب متخلفة غير قابلة للتغيير والتجديد؟!!
أترك الإجابة لك ـ عزيزي الشاب ـ وأنا على يقين بأنك ستصنع تاريخك بنفسك ولن ترضى بأن تعيش مختلفاً وتموت متخلفاً لا تعرف كتابا، ولم تمسك بقرطاس، ولم تدغدغ قلماً لتؤلف كتابا.
أخيراً لن ترقى الأمة ، إلا بتمسكها بالكتاب والسنة.
والتعمق في العلوم وتطبيقها على الواقع ابتغاء وجه الله ولا ننتظر أن نشكر أو الترند .
أفيقوا يرحمكم الله.
الشيخ ياسر عدلي



