د. احمد شوقى : سوق التكنولوجيا المالية الإسلامية Islamic FinTech يتجاوز 165 مليار دولار امريكي في 2024

التكنولوجيا المالية الإسلامية اليوم أحد أكثر المسارات الواعدة

ليس فقط حل متوافق مع الشريعة، بل كنموذج اقتصادي- تقني قادر على معالجة بعض الاختلالات في التمويل التقليدي

اكد دكتور احمد شوقى الخبير المصرفى وعضو الهيئة الاستشارية لمركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية فى كلمته بالجلسة الثالثة لمنتدى بنك البركة عن الابتكار المالى والتقنيات الناشئة افاق جديدة انه ” في ظل التحول الهيكلي المتسارع الذي يشهده النظام المالي العالمي، مدفوعًا بالرقمنة، والذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة، ومع ارتفاع حجم الاستثمارات في التكنولوجيا المالية وتوسع سوق التكنولوجيا المالية الإسلامية Islamic FinTech ليتجاوز 165 مليار دولار امريكي في 2024 مع توقعات ليصل الي 306 مليا دولار امريكي في 2028، فقد أصبحت التكنولوجيا المالية الإسلامية اليوم أحد أكثر المسارات الواعدة.
واضاف ان ذلك ليس فقط كحل متوافق مع الشريعة، بل كنموذج اقتصادي- تقني قادر على معالجة بعض الاختلالات في التمويل التقليدي، خاصة في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) وقطاع التجزئة (Retail Finance)، سواء داخل الإطار المصرفي أو خارجه.

وعرض انه من المنظور الكلي، يمكن توصيف موقع Islamic FinTech بأنه نقطة تقاطع بين ثلاثة مسارات عالمية:
– التحول الرقمي للقطاع المالي
– إعادة توجيه التمويل نحو الاقتصاد الحقيقي
– تزايد الطلب على التمويل الأخلاقي والمستدام
وذلك عكس بعض نماذج الـFinTech التقليدية التي تركز على السرعة والربحية ومجال العمل، فإن Islamic FinTech تضيف بعدًا نوعيًا يتمثل في:
– Risk Sharing بدل Risk Transfer
– Asset-backed Financing
– Value-based Finance
وهو ما يجعلها أكثر اتساقًا مع متطلبات الاستقرار المالي الكلي.

إذا نظرنا تطبيقيًا، نجد أن Islamic FinTech وتمويل SMEs وRetail – فإنها تقدم حلول متقدمة في عدة مجالات رئيسية:
نماذج تمويل رقمية مبتكرة
Islamic Crowdfunding Platforms
Sharia-compliant P2P Financing
Digital Islamic models & products ( Murabaha , Ijarah )
وهذه النماذج تُعيد تعريف العلاقة بين الممول والمستفيد، من علاقة دائن–مدين إلى شراكة رقمية قائمة على الأداء الفعلي. ( الاقتصاد الحقيقي ).

وفي مصر يوجد منصة FIDB والتي تساهم في توسيع مظلة الشمول المالي حيث انه بمجرد قيام العميل برفع الطلب والمستندات على المنصة يتم عمل الاستعلام خلال يومين وعمل التحليل الائتماني خلال 3 أيام ، ثم يقوم البنك من خلال dashboard بدراسة المخاطر ثم الموافقة والصرف حيث قامت بعمل 170 الف استعلام من خلال استعلامي ، وساهمت في منح ائتمان 27 مليار (22 مليار مشروعات لاكثر من 720 مؤسسة و 5 مليار تجزئة لعدد عملاء 12 الف عميل) ويتم من خلالها إدارة 800 شركة مالياً ومتعاقدة مع 10 بنوك

و اضاف ان Islamic FinTech تمتلك قدرة حقيقية على الانتقال من مستوى المنتج إلى مستوى الأداة التنموية لتعزيز الشمول المالي الحقيقي وذلك كالتالي
– الوصول إلى Unbanked & Underbanked
– تبني الثقة مع شرائح متحفظة شرعيًا
– تدمج الاقتصاد غير الرسمي تدريجيًا
– تخلق علاقة تمويل قائمة على الشراكة لا المديونية
– رفع معدلات الادخار والاستثمار المنتج

وكذا تخفيف اختناقات التمويل دون تعميق المديونية من خلال
– خفض تكلفة التمويل والمعاملات
– تمويل قائم على الأصول والمشاركة
– تحسين كفاءة تخصيص رأس المال

ودعم الاستقرار المالي الكلي عن طريق
– توزيع المخاطر بدل تركّزها
– تقليل الدورات الائتمانية الحادة
– تعزيز Resilience للنظام المالي

واكد د. احمد شوقى انه من منظور اقتصادي كلي، أرى أن Islamic FinTech ليست أداة مكملة، بل رافعة استراتيجية لإعادة توجيه التمويل نحو التنمية الحقيقية. والدول والمؤسسات التي تنجح في دمجها مبكرًا ضمن سياساتها المالية والتنموية، ستكون الأقدر على:
ستؤسس لنمو أكثر توازنًا واستقرارًا على المدى الطويل.
تحويل الشمول المالي من شعار إلى واقع،
تحويل التمويل من عبء إلى محرك نمو،
من منطق الدين إلى منطق الشراكة والاستدامة.